شيخ المتطوعين: عمره 87 سنة ويعمل أكثر من 12 ساعة يوميا


شيخ المتطوعين: عمره 87 سنة ويعمل أكثر من 12 ساعة يوميا
راس جدير­ " يا مرحبا...تفضلوا، تفضلوا... بلاش، بلاش" بهذه العبارات يعلو صوته وهو يستقبل جموع الوافدين عبر معبر راس جدير الحدودي، مقدما لهم التمر والحليب والماء وبعض البسكويت.
تنظر اليه فتجده شيخا ذا انحناءة صغيرة في الظهر، وذقنه البيضاء التي تغطي وجهه، علامتان، تعكسان بجلاء أثر عقود طويلة وتفاصيل حياة مديدة، لم تحل رغم ما قد كابده خلالها، دون قدومه من مدينة سكناه بالساحل إلى راس جدير كغيره من مئات المتطوعين التونسيين الذين هبوا لتقديم المساعدة الانسانية والعون لآلاف اللاجئين ممن تقطعت بهم السبل على الحدود التونسية الليبية هو العم حمدة بن تركية، عضو باحدى الجمعيات الناشطة في مجال تقديم الاغاثة والعون، حركته ثقيلة بعض الشئ لكنه لا يهدأ، ولا يكل ينظر إلى البوابة مستطلعا القادمين، وما ان تلوح له مجموعة جديدة من الوافدين، حتى يبدأ في فتح علب الحليب وقوارير المياة وصناديق التمر وعلب البسكويت.
ينصرف عنه بعض الوافدين معتقدين ان ما يقدمه لهم هو للبيع، فيؤكد لهم بالقول "بلاش بلاش"، فتعلو الابتسامة الوجوه وتمتد الأيدي لتناول ما تيسر من التمر، والتقاط أكواب الماء والحليب عسى ان تبتل العروق.
في اجابته عن سؤال لموفدة (وات)، يوضح العم حمدة ان اعضاء جمعيته واحباءها هم جميعا من ذوي البر والاحسان، من بينهم أطباء ومهندسون وعسكريون متقاعدون كما تضم الشباب اليافع إلى جانب الشيوخ الذين تجاوزوا الثمانين من العمر.
ويضيف //انا هنا منذ حوالي الشهر، صحبة حوالي 30 شخصا من المتطوعين نتداول على تقديم ما تيسر من المساعدات لهؤلاء الوافدين، ولا نقبل التبرعات بالمال، بل نطلب بأن تأتينا هذه المساعدات في شكل شراءات ، من كساء وأغطية ومفروشات، ومواد تنظيف وغسول للجسم وللثياب//.
وعن دوافع وجوده في راس جدير رغم سنه المتقدمة، وابتعاده عن عائلته وبيته يقول شيخ المتطوعين //نحن هنا لخدمة جميع الناس، بغض النظر عن اللون او الدين او المذهب او الجنس//.
عم حمدة، شيخ المتطوعين الذي تحول بعد ختمه التعليم الابتدائي إلى النشاط الفلاحي يحوصل فلسفته في الحياة بالقول//احب الغروس، وعبادة الله القدوس، وقراءة الدروس//.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire